wafaaonthemoon Admin
عدد المساهمات : 128 تاريخ التسجيل : 11/05/2010 العمر : 47 الموقع : اللهم إنى أحبك فأرزقنى حبك
| | الْمَالُ وَالْبَنُونَ | |
بسم الله الرحمن الرحيم أن الحمد لله نحمدة ونستعين به ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا (وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ) (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا ) اليوم يا أحبه الله تعالو معى لنلتف سويا حول مائدة مليئة بالزاد والزواد إلا وهى مائدة الرحمن وهى ليست زاد للبطون ولكنها زاد للروح والوجدان تعالو معى لنعيش سويا هذة الأيات والتى تتحدث عن الدنيا والمال فعن الدنيا قال رسول الله سيدنا محمد صلى الله علية وسلم ( قد أفلح من أسلم ورزق كفتاه وقنعة الله بما أتاه ) نعم هذا هو الفلاح . فقد أفلح من أسلم ومن كان مسلماً فالحمد لله على نعمة الأسلام وكفى بها نعمة ورزقه الله كفتاه . أى رزقه رزقاً يستره . وقد يأتى على هذا الرجل اليوم الذى لا يجد فيه حق الدواء فيرزقه الله الصبر والرضا فيؤجر على الصبر والرضا . وقد يرزق الرجل الألاف المألفة من الملايين ولكنه تعيس شقى يعجز عن كل ما يرغب شقى من كثرة التفكير فى المال فيما ينفقه ؟وكيف يضاعفة ؟ وكيف يحافظ علية ؟ فالغنى ليس غنى العرض من الأموال والعقارات والسيارات ولكن الغنى غنى النفس . فحزين حزين من يظن أن المال قد يكون سبباً لسعادته . ومن ناحية أخرى قد يكون المال سبباً فى السعادة فى الدنيا والأخرة . وذالك عندما يجمع الرجل المال من الحلال وينفقة فى الحلال . فالمال نعمة من النعم لو جمع الأنسان المال من الحلال وأدى فيه حق الكبير المتعال ينفقه أناء الليل وأطراف النهار فهذا هو السعيد حقاً القريب من الخالق والمخلوق والجنة ونعيم الدنيا فهذا هو السعيد حقاً فى الدنيا والأخرة. فالمال الحقيقى هو ما يجمعه الرجل وينفقه فى دنياة . فمالك ما تقدمة ومال ورثتك ما تؤخرة . والله لو نام أحدنا على فراش الموت وكان فى فمه سنة أو كثر من ذهب لنزعها الورثة بزعم أن الحى أبقى من الميت . ففكر جيدا لمن تجمع المال وفيما تنفقه وما هو العائد عليك من ذالك وفى قوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدنيا ....) أى المال والبنون فقط زينة فى الدنيا وتعالوا معى لنتأمل قوله تعالى ((وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا) الحياة الدنيا هشيم وقد بين الله تعالى أصل هذه العملية في الآية السابقة حيث يتقطع النبات ويصبح هشيما وتقوم الرياح بتفريقه ونسفه وفصل مكوناته. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : المال والبنون حَرْث الدنيا ، والأعمال الصالحة حَرْث الآخرة ، وقد يجمعها الله لأقوام . فالحرث حرثان حرث الدنيا وهو المال والبنون والباقيات الصالحات حرث الأخرة وفسر جمهور العالماء الباقيات الصالحات على أنها كل كل قول أو فعل يبقى للأخرة . وقدم الله الباقيات على الصالحات على الرغم أنها لا يمكن أن تكون باقيات إلا بعد أن تكون صالحات لعظمة الأجر والخير الأتى من هذة الأعمال . ويرجع البعض الأخر من جمهور العلماء الباقيات إلى الأقوال المأثورة سبحان الله و الحمد لله والله أكبر والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم وقال : قوله تعالى : (خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا) ، أي : جزاء المراد ، (وَخَيْرٌ أَمَلا) ، أي : ما يَأمَله الإنسان وتكرار كلمة خير للفت الأنتباه وأخيرا هذا ليس معناه أن نحقر الدنيا إلى الحد الذى يظن فيه البعض أنها لا قيمة لها وإذا ما تحدث عنها ننفر أهلها ولنختم بقول على بن أبى طالب ( الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار نجاة لمن فهم عنها ودار غنى لمن تزود منها فالدنيا مهمد لوحى الله ومصلى أنبياء الله ومتجر أولياء الله فالمزموم فى الدنيا المعاصى وكل ما يبعد المرء عن الله والمحمود هنا هى الطاعات التى نزرعها هنا فى الدنيا لنجنى ثمارها فى الأخرة وفقكم الله أسألكم الدعاء بالستر | |
|